فقر الدم
حالة مرضية تتميز بنقص في عدد كريات الدم الحمراء أو نقص كمية الخضاب (الهيموقلبين) تحت الحد الطبيعي.
ولكن ما هو الخضاب (الهيموقلبين)...
هو البروتين الحامل للأكسجين من الرئة إلى أنسجة الجسم المختلفة عبر بوابة القلب. وفقر الدم يؤدي إلى نقص الكريات الحمراء أو نقص كمية الخضاب فيؤدي ذلك إلى نقص كمية الأكسجين الواصلة إلى أعضاء الجسم مما يؤدي إلى الأعراض التالية:-
الإرهاق، الضعف، عدم القدرة على أداء المجهود البسيط، مع صداع خفيف. ولكن إذا كان فقر الدم كبيراً فقد يؤدي إلى أعراض خطيرة مثل الذبحة الصدرية أو الجلطة الدماغية.
ويمكن اكتشاف فقر الدم عن طريق فحص مخبري بسيط للدم يتوفر في كافة المستشفيات والمستوصفات ومراكز الرعاية الأولية لكونه أبسط تحاليل الدم ويسمى CBC أو FBC.
أسباب فقر الدم
هناك ثلاثة أسباب رئيسية:
1- النزيف.
2- انخفاض إنتاج الكريات الحمراء.
3- زيادة هلاك الكريات الحمراء.
النزيف...
أكثر الأسباب شيوعاً لفقر الدم وأسبابه أكثر من أن تحصى كالحوادث والجراحة والولادة والدورة الشهرية والنزيف من الأنف أو البواسير أو القرحة أو أورام الجهاز الهضمي أو الجهاز البولي.
وعند حدوث النزيف يستثار نخاع العظم لتعويض النقص ولكن عندما يكون النزيف كبيرا فإنه يصعب تعويضه بدون نقل الدم. ويصاحب النزيف الشديد انخفاض في ضغط الدم ونقص في إمدادات الأكسجين.
ويتم علاج ذلك حسب سرعة النزيف وشدته. فإن كان النزيف غزيراً فلا بد نقل الدم لتعويض الكمية ولابد من علاج مسبب النزيف وينصح بإعطاء حبوب الحديد لتعويض النقص.
انخفاض إنتاج الكريات الحمراء...
يحتاج الجسم إلى عدد كبير من العناصر والفيتامينات اللازمة لإنتاج الكريات الحمراء ومن أهما عنصر الحديد وفيتامين ب 12 وحمض الفوليك وكميات قليلة جداً من فيتامين ج والنحاس ومستوى محدد من الهرمون المنشط لإنتاج خضاب الدم وبدون كمية كافية من العناصر السابقة يكون إنتاج كريات الدم الحمراء والهيموقلبين بطيئاً وغير كاف وقد تكون الكريات غير فعالة. كما يكثر هذا الداء عند وجود الأمراض المزمنة كالفشل الكلوي والسرطان والالتهابات المزمنة والروماتيزم.
ويتم تشخيص هذا النوع من فقر الدم عن طريق عينة من الدم لقياس مستوى الهيموقلبين ومستويات الحديد وناقل الحديد أو شكل كريات الدم التي تدل على مسبب فقر الدم ويكون العلاج بتعويض العنصر الناقص.
زيادة هلاك كريات الدم الحمراء...
الجسم بالتخلص منها عن طريق نخاع العظم والكبد والطحال وفي بعض الأحوال المرضية يقوم الجسم بالتخلص من كريات الدم الحمراء قبل أن تصل السن المعتاد ( 120 يوماً ) مما يؤدي إلى نقص في إعداد الكريات الحمراء في الجسم وزيادة في نشاط نخاع العظم لتعويض النقص في الإعداد المطلوبة.
وهناك أسباب عديدة لمثل هذه الحالة غير الشائعة ومن أهم الأسباب تضخم الطحال أو وجود أجسام مضادة في الجسم لكريات الدم الحمراء أو لخلل داخلي في الكريات الحمراء ذاتها في الشكل أو المحتوى مما يؤدي بالجسم للتخلص منها أو نتيجة لبعض الأمراض الروماتيزمية أو سرطان الجهاز الليمفاوي أو لاستخدام بعض الأدوية.
وهذا الشكل من أشكال فقر الدم غير شائع ولكن قد يكون خطيراً وله أعراض معينة بحسب المسبب مثل تضخم الطحال أو اليرقان أو تغير لون البول وغير ذلك وأمراض الدم الوراثية تتبع لهذا القسم من أقسام فقر الدم مثل فقر الدم المنجلي و الثلاسيميا واعتلالات الهيموقلبين و يتم تشخيص مثل هذه الحالات عن طريق فحص عينة الدم وفحص عينة من نخاع العظم وإجراء عدد من التحاليل والدراسات عليها ومن ثم يكون العلاج وفي العادة تكون هذه الأمراض أمراضاً مزمنة يصعب أو يستحيل الشفاء منها. لذا فإن الوقاية منها هي الحل الأمثل وذلك بالفحوصات قبل الزواج في المناطق المنتشر فيها هذه الأمراض الوراثية.
عنصر الحديد وفقر الدم...
جعل الله سبحانه وتعالى للجسم القدرة على إعادة تدوير عنصر الحديد الهام والأساسي لتكوين الهيوموقلبين وهو البروتين الأساسي الحامل للأوكسجين في الدم فعندما تبلغ كريات الدم الحمراء نهاية عمرها في دورة حياتها البالغة 120 يوماً تستبدل الكريات الهرمة بكريات مولودة ولكن يتم استعادة الحديد من الكريات الهرمة للاستفادة منه في تكوين الكريات الشابه الجديدة. ومع ذلك فإن إعادة تدوير الحديد لا تكون كافية لوحدها لتوفير هذا العنصر الحيوي ويعتبر نقص عنصر الحديد أحد أكثر الأسباب شيوعاً لمرض فقر الدم في الكبار والصغار. وخصوصاً للصغار الذين يتعرضون لفقر الدم عندما لا يحتوي غذاؤهم على كمية كافية من عنصر الحديد وذلك لحاجة أجسامهم النامية لعنصر بنّاء كالحديد. أما الكبار فإنهم يفقدون عنصر الحديد عند تعرضهم لنزيف مزمن من أحد الأجهزة كالجهاز الهضمي أو البولي أو من الجهاز التناسلي أو أثناء الحمل. ولا يكفي الغذاء لوحده لتعويض الجسم عند فقدان كمية من الحديد إذ لابد من تناول أدوية الحديد لتعويض النقص وخصوصاً لدى الحوامل اللاتي يحتاج أجنتهن إلى هذا العنصر.
ويبلغ معدل الحديد في الغذاء 6 ملي غرام في كل 1000 سعرة حرارية من الغذاء ويستهلك الجسم حوالي 12 ملي غرام من الحديد يومياً. وأفضل مصدر للحديد هو اللحم ويمكن للجسم امتصاص قرابة 2 ملي غرام من الحديد عن طريق الجهاز الهضمي وفقد مثل ذلك يومياً.
ولكن هناك العديد من العوامل التي تقلل من امتصاص الحديد من الجهاز الهضمي من ضمنها مضادات الحموضة والفوسفات والألياف.
أعراض نقص الحديد...
يحس المريض بأعراض فقر الدم كالإرهاق وسرعة التعب وضيق التنفس وهناك أعراض غريبة أحياناً كالتوحم والرغبة في أكل أشياء غريبة كالثلج والنشا أو الرمل وقد يحدث تشقق في اللسان أو في الشفة وتغير في أظافر اليدين.
التشخيص:
إن فحص الدم المخبري كفيل بتشخيص هذه الحالة ويمكن قياس مستوى الحديد في الدم أو مستوى البروتين الناقل له أو البروتين المخزن له وفي بعض الأحيان النادرة يحتاج لفحص نخاع العظم لمعرفة كمية الحديد المتوفرة فيه.
العــــــــلاج:
لا بد من معرفة السبب قبل بدء العلاج. فإذا كان نقص الحديد بسبب نزيف مزمن فلابد من معالجة النزيف أولاً ثم التزود بحبوب الحديد لتعويض النقص وإذا كان النقص لقلة تناول الحديد مع الغذاء أو ضعف امتصاصه فلابد من أخذ دواء لتعويض الحديد. ويحتاج المريض إلى شهر أو شهر و نصف لتبدأ فعالية الحبوب التعويضية. وقد يحتاج في الحالات المرضية الشديدة إلى إعطاء حقن تعويضية أو إعطاء هرمون لتنشيط عملية تصنيع الحديد.