tamara حسيني ذهبي
رقم العضوية : 18 عدد الرسائل : 405 المهنة : الدولة : لبنان نقاطي : 6737 ألأنتساب : 24/03/2009
| موضوع: التقليد كأنما دين الأنسان السبت أبريل 04, 2009 7:40 am | |
| أن التقليد بمعنى جعل الشخص أو غيره ذا قلادة فيقال : تقلد السيف أي ألقى حمالته في عنقه ، ومنه تقليد البدنة في الحج لأن معناه أنه علق بعنقها النعل ليعلم أنها هدي فيكف عنها ، وفي حديث الخلافة ( 1 ) قلدها رسول الله عليا . أي جعلها قلادة له فمعنى أن العامي قلد المجتهد أنه جعل أعماله على رقبة المجتهد وعاتقه وأتى بها استنادا إلى فتواه ، لا أن معناه الأخذ أو الالتزام أو غير ذلك من الوجوه ، لعدم توافق شئ من ذلك معنى التقليد لغة . ثم إن ما ذكرناه في معنى التقليد مضافا إلى أنه المناسب للمعنى اللغوي قد أشير إليه في جملة من الروايات كمعتبرة عبد الرحمان بن الحجاج قال : كان أبو عبد الله - ع - قاعدا في حلقة ربيعة الرأي فجاء أعرابي فسأل ربيعة الرأي عن مسألة فأجابه ، فلما سكت قال له الأعرابي : أهو في عنقك ؟ فسكت عنه ربيعة ولم يرد عليه شيئا ، فأعاد المسألة عليه فأجابه بمثل ذلك فقال له الأعرابي : أهو في عنقك ؟ فسكت ربيعة فقال أبو عبد الله - ع - : هو في عنقه قال أو لم يقل وكل مفت ضامن ( * 1 ) .
وبعد هذه المقدمة نذكر دليل عقلي لوجوب التقليد وهو سيرة العقلاء في رجوع الجاهل للعالم وهي سيرة عقلائية ارتكزت عليها العقول العملية واستمر عليها عمل العقلاء حتى في زمن الشارع ولم يردع عنها الشارع ، بل ورد عنه في الكتاب والسنة ما يدل على أنها ممضاة عنده ومعتبرة لديه كما في قوله تعالى : * ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * ( 1 ) . فموضع الاستدلال هو الجملة الأخيرة ، ودلالتها واضحة ، فإنها إذا القيت إلى العقلاء الذين قد استقر ارتكازهم على قاعدة رجوع الجاهل إلى العالم وطريقية قول العالم للجاهل فهموا منها بالبداهة أنها تأكيد لهذه القاعدة مقتضى العلم الاجمالي بوجود تكاليف شرعية من قبل المولى ،و وجوب الخروج عن عهدتها عقلا ، والخروج عن عهدتها يكون إما بالامتثال العلمي الذي يكون بالتقليد أو بالامتثال بالعلم الذي يكون بالاحتياط ، فيتخير بينهما ، وهذا أيضا سار عليه العقلاء حيث يحكم العقلاء عقلا أن المولى العرفي (مثلا قائد الجيش ) إذا أمر بشيء يجب على الجنود أن يطيعوه ويمتثلوا الأمر الذي يصدر عنه بمجرد سماعهم بهذا الأمر وان لم يتلقوه منه مباشرة فكيف بأوامر المولى الشرعي التي يحكم العقل بوجوب امتثالها لأنها صادرة من المولى فهو مالك لأنه خالق فله حق الطاعة في كل تكليف سواء قطعنا به أو احتملناه والتقليد ينشأ من أما القطع بالتكليف لانه من باب الرجوع للعالم او انه ينشاء الظن باحتمال ان هذا الامر يريده المولى .
| |
|